الحمد لله الذي هدانا للإيمان، وصلى الله على خير البشر نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
في عصر المعلوماتية .. أين معجزة القرآن ؟
لغة الأرقام هي اللغة المسيطرة على عصرنا هذا .. وبما أن معجزة القرآن مستمرة وتُناسب كلَّ عصر ، فهل يكمن وراء بلاغة كلمات القرآن نظام رقمي لهذه الكلمات ؟ هذا البحث هو إجابة دقيقة عن مثل هذا السؤال .
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه الّذي أتقن كل شيء صنعاً وأحاط بكل شيءٍ علماً وأحصى كلَّ شيءٍ عدداً . وصلى اللّه على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم ، أتى ليبلِّغَنا كتاباً من عند اللّه هو أَصدقُ كتابٍ على الإطلاق { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [ فصلت : 42 ].
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
إن اللّه تعالى ليس كمثله شيء ، وكتاب اللّه تعالى لا يشبهه أي كتاب في العالم . لذلك لا يمكن للبشر أن يصنعوا كتاباً يشبه القرآن ، فكما أنَّنا عاجزون عن تقليد خلق اللّه ، كذلك نحن عاجزون عن تقليد كتاب اللّه تعالى .
هذا البحث
1 ـ ما هو الإثبات الرقمي على أن القرآن الكريم هو كتاب اللّه ؟
2 ـ ما هو الدليل العلمي المادي على أنه يستحيل الإتيان بمثل القرآن ؟
هذا البحث هو إجابة دقيقة عن هذين السؤالين .
دعـاء
اللهمَّ إني أعوذ بكَ من علمٍ لا ينفع ... ومن قلبٍ لا يخشع ... ومن عينٍ لا تدمع ... ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها .
في عصر المعلوماتية
في عصر المعلوماتية ونحن نعيش بداية القرن 21 :
أين معجزة القرآن في هذا العصر ... بل أين نحن من القرآن؟
في عصر البلاغة عندما نزل القرآن أعجز بلغاء العرب وفصحاءهم ، وذُهلوا أمام أسلوبه الرائع حتى إنهم قالوا : { إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ }.
ولكن ما هي معجزة القرآن في زمن الانترنت والأرقام ؟ والمعجزة يجب أن تتناسب مع العصر ، فقد أصبح للأرقام بلاغة ربما تفوق بلاغة الكلمات في زمنها ، وأصبحت الأنظمة الرقمية والكمبيوتر والحاسبات تدخل في كثير من الأشياء من حولنا ، فأين القرآن كتاب اللّه من كل هذا ؟
آيـة قرآنيـة
{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ الحشر : 21 ] .
النظام الكوني ... والنظام القرآني
إحدى آيات القرآن تتحدث عن أهمية العدد سبعة في بناء النظام الكوني ( سبع سماوات و سبع أراضين ) يقول تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ]. حكمة اللّه تعالى اقتضت اختيار العدد سبعة لجعله أساساً للنظام الكوني ، فهل للعدد سبعة علاقة بكتاب اللّه ؟ بكلمة أخرى : هل يوجد نظام قرآني يعتمد على العدد سبعة ؟
إن الّذي نظَّم الكون وأسَّسَهُ على قواعد مُحكمة ودقيقة ، لا بد أن يكون قد نظَّم كتابه ـ القرآن ـ على قواعد وأنظمة غاية في الدقة ، بمعنى آخر : خَلْقُ اللّه مُنَظَّم ... كتاب اللّه مُنَظَّم ، ولا وجود للعبث أو الفوضى في خَلْقِ اللّه ولا في كلام اللّه .
خير بداية لكل أمر
إن أفضل كلمات يمكن للمؤمن أن يبتدئ بها أي أمرٍ ذي شأن ، هي : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وهي أول آية في القرآن ، تتألف من أربع كلمات وكل كلمة تتكون من عدة أحرف ، ولكن ما علاقة العدد سبعة في بناء هذه الكلمات الأربع ؟ نكتب كلمات هذه الآية ، ثم نكتب تحت كل كلمة عدد أحرف هذه الكلمة :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
3 4 6 6
إذاً نحن أمام عدد هو : 3 4 6 6 ( ستة آلاف وستمئة وثلاثة وأربعون ) ، ما علاقة هذا العدد بـالرقم سبعة ؟
إن العدد 3 4 6 6 من مضاعفات العدد سبعة ، أي ناتج قسمة العدد 3 4 6 6 على 7 يعطينا عدداً صحيحاً ، لنرى ذلك :
6643=7×949
إذاً العدد 3 4 6 6 يمثل الآية الأولى من القرآن (بسم اللّه الرحمن الرحيم) وهو يقبل القسمة تماماً على سبعة .
سوف نرى من خلال هذا البحث العلمي القرآني أن نصوص القرآن العظيم (سواءً كانت آية كاملة أو جزءاً من آية أو عدة آيات) هذه النصوص تم وضع كل كلمة بدقة فائقة وفق نظام رقمي يعجز البشر عن الإتيان بمثله . ولكن هناك لكل نص قرآني نظام رقمي ، فعدد الأنظمة الرقمية في القرآن لا يعلمه إلا اللّه تعالى ، وهذا البحث هو نقطة البداية للدخول في علم الأنظمة الرقمية في القرآن العظيم .
كلمات وأحرف القرآن
1 ـ كل حرف مكتوب في القرآن نعدُّه حرفاً سواءً لفظ أم لم يُلفظ .
2 ـ كل حرف غير مكتوب في القرآن لا نعدُّه حرفاً سواءً لفظ أو لم يُلفظ .
هذه هي القاعدة المادية الّتي نعتمدها لعد كلمات وأحرف القرآن .
هكذا كُتب القرآن ...
ما هو الفرق بين القرآن الّذي كُتب منذ 1400 سنة والقرآن الموجود حالياً ؟
إن الهمزة لم تكن موجودة كذلك الأمر التنقيط ، الشدَّة ، علامات المدّ ، علامات التشكيل وعلامات التجويد .. ، ولكن الشيء المهم أن عدد أحرف كل كلمة ثابت ، أي أن المصحف الّذي بين أيدينا الآن مطابق تماماً للمصحف الّذي كُتب منذ 1400 سنة (بعد حذف الإضافات الّتي أتت لاحقاً) .
مثال
يقول تعالى: ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) [ الذاريات:47 ].
عدد حروف كل كلمة كما كتبت في القرآن الكريم:
1 ـ و : واو العطف هي كلمة لأنها تكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها ، عدد أحرفها = 1 .
2 ـ السماءَ : عدد أحرفها = 5 لأن لهمزة ليست حرفاً .
3 ـ بَنَيْنها : عدد أحرفها = 6 لأن علامة المد ليست حرفاً .
4 ـ بأيْيدٍ : عدد أحرفها = 5 مع العلم أن الياء الثانية لا تلفظ ولكن نعدُّها حرفاً لأنها مكتوبة في القرآن .
5 ـ و : واو العطف كلمة عدد أحرفها = 1 .
6 ـ إنَّا : 3 أحرف لأن الشدَّة ليست حرفاً فهي ليست من أصل القرآن .
7 ـ لموسِعُون : 7 أحرف .
إذن أصبح العدد الّذي يمثل الآية السابقة هو :
و السماء َبَنَيْنها بأييدٍ و إنا لموسِعون
1 5 6 5 1 3 7
العدد الّذي يمثل هذه الآية هو : 1 5 6 5 1 3 7 ( سبعة ملايين وثلاثمئة وخمسة عشر ألفاً وستمئة وواحد وخمسون ) . طبعاً هذا العدد يقبل القسمة على سبعة أي :
7315651=7×223591
لماذا الياء الثانية ؟
لماذا كُتبت كلمة [ بأيْيدٍ ] بياءين ، إذن ما فائدة الياء الثانية الّتي لا تلفظ وليس لها أي عمل لغوي؟ العدد المتشكل لدينا في هذه الحالة هو 1 5 6 4 1 3 7 لا يقبل القسمة على7 ، ولكن عندما نضيف هذه الياء تصبح قيمة العدد هي 1 5 6 5 1 3 7 وهو عدد قابل للقسمة على سبعة .
كذلك الأمر بالنسبة لكلمة [ بنيناها ] فقد كتبت هذه الكلمة من دون ألف هكذا [ بنينها ] أي 6 أحرف بدلاً من 7 أحرف ، ولولا ذلك لم يقبل العدد الّذي يمثل هذه الآية القسمة على سبعة .
الهمزة ليست حرفاً
بما لا يقبل الشك نستنتج أن الهمزة ، الشدَّة ، علامات المد والتجويد وغيرها ليست أحرفاً من القرآن والدليل على ذلك ببساطة أنها ليست من أصل القرآن . إذاً عدد أحرف الأبجدية القرآنية 28 حرفاً هي أبجدية اللغة العربية .