[url=/ar/185545]هل مشاهدة المسلسلات المحرمة ونمص الحواجب تمنع من شفاعة الشافعين يوم القيامة ؟[/url]
السؤال:
باختصار شديد قرأت فتواكم المتعلقة بالشفاعة رقم (21672) وفيها : أن هناك من لا تقبل شفاعتهم ، لكن تبادر الى ذهني هل أنا من هؤلاء أم لا ؟ . علما بأنني والحمد لله أصلي ، لكن أوقات أصلي وأقطع ، ثم أرجع إلى الصلاة فأقطع ، وهكذا ، لكني إن شاء الله هذه المرة سأكون من الثابتين يا رب ، أنا لا أسمع الأغاني والحمد لله ، وأتابع مسلسلات تركية ، ولكن لا أنظر إلى لقطات تثير الشهوة ، بالنسبة لخوفي : هو أنني ملعونة ، وهو بسبب حواجبي لأنني أقوم بقص حواجبي ، وأشيل ما هو زائد من حواجبي ، فهل هذا الأمر يمنع من شفاعة آل البيت أو شفاعة سيدنا محمد أو شفاعة الله عز وجل ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
نسأل الله أن يهديك إلى المحافظة على الصلوات المكتوبات وعدم الإخلال بشيء منها ، وأن يوفقك إلى إقامتها على النحو الذي يرضيه ؛ فشأن الصلاة عظيم ، حيث كانت فرقان ما بين الرجل وبين الكفر ؛ كما قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ تَرْكُ الصَّلَاةِ ) رواه الترمذي (2618) وصححه الألباني ، وهو في مسلم (82) بلفظ : ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) .
وروى أبو داود (429) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ وَصَامَ رَمَضَانَ وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ ) حسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .
ثانيا :
متابعة المسلسلات والأفلام ومشاهدتها حرام لا يجوز ، ودعوى أنك لا تنظرين إلى لقطات مثيرة دليل على أن هذه التمثيليات يمكن أن تحتوي على مقاطع مثيرة ومشاهد محرمة ، فلا يجوز للمسلم ولا للمسلمة التعرض لما يثير الفتنة ويوقع في الحرام . وخاصة أن عموم ما يعرض من الأفلام والتمثيليات لا بد وأن يحتوي على مخالفات شرعية ككشف العورات وسماع الموسيقى ، مع تضييع الأوقات في الباطل ، راجعي لبيان تحريم مشاهدة الأفلام والتمثيليات وبيان آثارها السيئة على العقائد والأخلاق جواب السؤال رقم : ([url=/ar/114707]
114707[/url]) ، ([url=/ar/125535]
125535[/url]) .
ثالثا :
قص شعر الحواجب أو تحديده بقص جوانبه أو حلقه أو نتفه للزينة حرام ؛ لما فيه من تغيير خلق الله ومتابعة الشيطان في تغريره بالإنسان وأمره بتغيير خلق الله .
راجعي لبيان ذلك جواب السؤال رقم : ([url=/ar/2162]
2162[/url]) ، ([url=/ar/22393]
22393[/url]) .
أما قص ما بين الحاجبين ، وكذا ما زاد من الحواجب مما يؤذي كأن يسقط على العينين فيحجب الرؤية فجائز لا حرج فيه ، قال ابن عثيمين رحمه الله :
" النمص الذي جاء في الحديث: هو نتف الشعور وترقيقها، وأما مجرد أن يأخذ الإنسان ما زاد من الشعر؛ من أجل ألا يحجبه عن النظر، أو أن يدفع ضرره بتساقطه على العين فهذا لا إشكال في جوازه " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (81 /31) .
وراجعي جواب السؤال رقم : ([url=/ar/3928]
3928[/url]) ، ([url=/ar/9037]
9037[/url]) .
رابعا :
لا ينبغي لك أن يَقَر في نفسك اعتقادك بأنك ملعونة لأجل ما وقعت فيه ؛ نعم من فعل النمص ، أو ترك الصلاة فهو معرض لذلك ، مستحق له بفعله ، إلا أن يعفو عنه ؛ وإنما الواجب عليك ، والمنطقي منك ، أن تبادري إلى ترك ما يستوجب لعنك ، أو غضب الله على فاعله ، وأن تبادري إلى إصلاح ما بك من عيب ، وسد ما عندك من نقص ، مع التوبة النصوح إلى الله مما سبق منك ، والمبادرة إلى فعل الخيرات .
وينظر جواب السؤال رقم ([url=/ar/36674]
36674[/url]) .
خامسا :
الشفاعة يوم القيامة حاصلة لمن شاء الله من أهل الذنوب والمعاصي والكبائر من أهل التوحيد ، ولا يُقطع بالمنع من الشفاعة إلا لأهل الكفر والإشراك بالله ، وقد يوجد من أهل المعاصي من الموحدين من يدخل النار بذنوبه حتى يخرجه الله منها إذا نُقي من ذنوبه وهذب منها .
والشفاعة لأرباب الذنوب والمعاصي ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بل يشاركه فيها الأنبياء والشهداء والعلماء والصلحاء والملائكة .
راجعي جواب السؤال رقم : ([url=/ar/21672]
21672[/url]) ، ([url=/ar/26259]
26259[/url]) .
وبناء على ذلك : فلا يمكن القطع بأن نتف الحواجب أو غير ذلك مما قد يستوجب اللعن أو العذاب والعياذ بالله يمنع من شفاعة الشافعين يوم القيامة ، سواء شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو شفاعة غيره من الصلحاء والأخيار من آل البيت أو غيرهم ، وخاصة مع قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ) رواه أبو داود (4739) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
والحاصل :
أن الواجب عليك بدلا من أن توقعي نفسك في القلق والشك والحيرة ، وربما اليأس من رحمة الله ، أو من أن تنالك الشفاعة ، أن تبادري إلى إصلاح ما بينك وبين ربك ، وحسن الظن به ، والإقبال عليه بالتوبة النصوح ، عسى الله أن يبدل سيئاتك حسنات .
والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب